عبلة الكحلاوي: مواقع التواصل ترثي داعية فاقت أقرانها في منابر الدعوة وأعمال الخير
غيب الموت مساء الأحد 25 يناير الداعية المصرية عبلة الكحلاوي عن عمر يناهز 72 عاما بعد صراع استمر لأسابيع مع فيروس كورونا.
وتعد الكحلاوي من أشهر الدعاة المصريين، واحتلت مكانة هامة زاحمت من خلالها الرجال على منابر الفقه.
آثرت الداعية الراحلة عدم الخوض في القضايا الشائكة. وهذ ما قد يفسر حجم تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي حول خبر وفاتها، إذ جاءت أغلب التعليقات إيجابية.
ولم تخل تعليقات البعض الآخر من حديث السياسة.
كيف رثاها المغردون؟
تصدرت الداعية المصرية، عبلة الكحلاوي محرك البحث غوغل في السعودية ومصر.
وعلى تويتر وفيسبوك، نعاها محبوها في عدد من الدول العربية، بإطلاق وسم يحمل اسمها ويستذكر تجربتها كواحدة من أبرز النماذج النسائية في مجالي الفقه والفكر الإسلامي.
"ماما عبلة" أو "أيقونة الداعيات السيدات"، هكذا رثا مغردون مصريون الداعية عبلة الكحلاوي، فهي بنظرهم داعية "غير تقليدية" و"خير سفيرة للإسلام الأشعري والوسطي".
نهاية Twitter مشاركة, 1
نهاية Twitter مشاركة, 2
كما رثتها الكثير من الجهات الرسمية والمنصات الإعلامية كدار الإفتاء المصرية وشيخ الأزهر وقرينة الرئيس المصري إضافة لشخصيات عامة من دعاة وسياسيين وفنانين.
نهاية Twitter مشاركة, 3
في بداية الألفية، أطلت عبلة الكحلاوي عبر شاشة قناة "اقرأ" الدينية، فترسخت في أذهان متابعيها بأسلوبها "اللين وصوتها الحاني الوقور وثيابها البيضاء التي حرصت على الظهور بها على مدى مسيرتها الإعلامية".
وخالفت الكحلاوي بذلك غيرها من داعيات ودعاة تلك الفترة، "الذين عُرف بانخراطهم في فوضى الفتاوى وطرحهم لقضايا جدلية بطريقة يغلب عليها التكلف ونبرة الوعيد والترهيب" بحسب ما قاله مغردون.
إذ يرى بعضهم أن الداعية الراحلة تجنبت الخوض في المسائل العقائدية الشائكة حول الزي والحجاب والفن، وركزت بدلا من ذلك على السيرة والجانب الأخلاقي الروحاني، فكانت بذلك "أقرب للتصوف".
نهاية Twitter مشاركة, 4
نهاية Twitter مشاركة, 5
لكن النبرة الهادئة التي تميزت بها الكحلاوي بدت لآخرين دليلا على "استسلامها لأحكام مجتمعها والمؤسسة الدينية التقليدية التي لا تزال تفضل الرجال على نساء وتحصرهن في مناصب معينية".
فرغم إعجاب مغردين بخطابها، إلا أن البعض يرى "أنها لم تنجح في إخراج الخطاب الديني من دائرة الرتابة".
كما يرى البعض أن الكحلاوي لم تعلب دورا فعالا في الأحداثالسياسية التي مرت بها مصر، إذ يعتقدون أنها كانت تتبنى خطابا يركن للثبات والسكون ويرفض التغيير أو الخروج عن الحاكم.
من جهة أخرى، يصف مغردون تحفظها في الإبداء عن آرائها السياسية بـ"القرار السليم". لكن البعض الآخر يقول إنها لم تلزم الحياد في المسائل السياسية.
في حين تجنب آخرون الخوض في السياسة وأبرزوا أعمالها الخيرية التي ساعدت الآلاف، بحسب قولهم.
نهاية Twitter مشاركة, 6
نهاية Twitter مشاركة, 7
'أزهرية وفية'
إلى جانب الدعوة، كان للدكتورة عبلة الكحلاوي دور اجتماعي هام من خلال جمعية " الباقيات الصالحات"، التي أسستها بهدف رعاية الأيتام والمسنين ومرضى الزهايمر. كما دشنت دارا أخرى للأسرة ودعم الأمهات والبنات.
وقد لقبت بـ "أم البنات"، فهي أم لثلاث بنات فقدن والدهن باكرا. رغم ذلك استطاعت الكحلاوي التوفيق بين عملها الدعوي والخيري وبين رعاية أسرتها.
ونجحت في تقلد عدة مناصب أكاديمية وفاقت رجالا في المجال الدعوي والفقهي. وهي من القلائل اللاتي استطعن تحقيق ذلك.
ولدت الداعية الإسلامية في عام 1948، للفنان المصري محمد الكحلاوي، الذي اعتزل الغناء واتجه للإنشاد الديني والتواشيح.
وكان لوالدها رغبة بأن تلتحق بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، فلبت طلبه، لتحصل على شهادة جامعية في الفقه المقارن عام 1969، وتعين في السنة ذاتها معيدة في الكلية التي تخرجت منها.
وفي عام 1978 حصلت على درجة الدكتوراة في التخصص ذاته.
نهاية YouTube مشاركة, 1
تدرجت في المناصب الجامعية داخل مصر وخارجها. فعملت في كلية البنات في جامعة الأزهر، وفي كلية التربية في جامعة الرياض. وتولت أيضا رئاسة قسم الشريعة في كلية التربية بمكة .
غادرت الكحلاوي مصر في السبعينات وتوجهت إلى السعودية.
منذ عام 1987 قدمت الدكتورة عبلة الكحلاوي حلقات دينية يومية في الكعبة بعد صلاة المغرب.
مرت المنطقة العربية في تلك في الفترة بصراعات فكرية وسياسية، وبرز فيها الخطاب المنادي بما يسمى بـ"الجهاد في أفغانستان".
وقد تميزت الكحلاوي، بحسب البعض، بخطابها المتزن والمعتدل.
واستمرت في تقديم الدروس في صحن الكعبة لمدة عامين، حتى عادت إلى مصر في 1989 وباشرت أعمالها السابقة.
نهاية YouTube مشاركة, 2
وعلى مدار سنوات، قدمت عبلة الكحلاوي عدة برامج دينية في عدد من القنوات العربية والمصرية.
وتفرغت في السنوات الأخيرة للعمل الخيري وتقديم البرامج، حتى تقدم بها العمر وأعياها المرض فلجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لمواصلة نشاطها.
وقبل أسابيع من وفاتها، كثفت من حملاتها لتوفير الأكسجين لمرضى كورونا الذين ترعاهم مؤسستها الخيرية.