يا ليلة الثامن عشر

         


                   

 يا ليلة الثامن عشر

-1-

في الثامن عشر

 من شهر ديسمبر 

قتلوا أبي 

قتلوا أمي 

وفرحي انتحر

في الثامن عشر

 من ليل هذا الشهر

برقت قذائفهم بسمائنا

وتساقطت كوبل منهمر

وكنت نائما بجانب أمي

وأبي بوجه ساكن

تعرت ملامحه

فاللحم انصهر 

وتغيرت في لحظة 

معالم وجهه

فالساق قد بتر

 وقلبي انفطر

ماذا فعلتم بأبي

أعيدوا وجهه

 الضاحك لي

ملء القدر

أعيدوا ساقه

 وقلبه الذي انكدر

أين أبي؟

حلم الأبوة أراه 

اليوم ينحسر

-2-

بجانبي كانت تنام أمي

بلحافها دوما تستتر

ساكنة أمي بجانبي

لا تدمع عيناها 

لبكائي المستمر

لا تكتوي بناري

ولا ترى الجمر

ساكنة أمي بلحافها

تخبئ وجهها عني

لعلها تخبئ دمعها عني

لأصطبر

لعلها تخاف إن شاهدت 

أشلاء أبي

ستفقد إيمانها وصبرها

وتنتحر

أمي ساكنة، حتى لا تنتحر

بلحافها قطرات من دمع

قان أحمر

أمن حرقتك أماه

صار الدمع أحمر؟

ها دمها يقطر

من اللحاف

من الأنف

ومن الصدر

ها روحها انزلقت 

في صمت مع الفجر

قتلوها في صمت

مع الفجر

نحروها بالليل في سكينته

حلم الأمومة أيضا يندثر

-3-

ناري ودمعي وأبي

أمي وحلمي ودمي

غضبي بركان مستعر

يا ليلة الثامن عشر

لن أصرخ ونفسي تنكسر

وآهي تسلق حيرتي

وتخيفني أنات قلبي

حين أبي تمدد في الثرى

وافترشت أمي دماءها

تودعني ثناياها في الذكرى

-4-

حبا لأمي وأبي

حبا لأحباب البشر

لست الغصن الذي يهوي

ولن أكون لكان خبر

لست الجرح الذي يعلوه

نزف في الرؤى

لست الجسر الذي يقهر

لست أقل نخاوة

عمن سقطوا لأحيا

بترب منتصر

يا ليلة الثامن عشر

سأرد صاعهم براكينا

فأنا ورغم حداثتي

أسد بأرض غزة شامخ

بصوت عزتها

دوما أزأر.

جميلة ميهوبي .

جميع الحقوق محفوظة.

 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-